تقدير موقف استراتيجي.. (هبة القدس والتصعيد في غزة)

هبة القدس أعادت الاعتبار للقضية الوطنية وفي مقدمتها القدس التي تصدرت واجهة الاهتمام الإقليمي والعالمي.

موقع رهبویان قم الاخباری/دولی : بقلم أحمد أبو زهري

في ظل التطورات الحاصلة في القدس وفي قطاع غزة فإنه يمكن قراءة المشهد وتقديره وفق الاتي:
۱/ الأحداث في القدس حققت مكاسب كبيرة، حيث عززت الموقف السياسي الفلسطيني، وشكلت حائط صد أمام عدوان جديد، وأفشلت خطط المستوطنين، وحشدت أحرار القدس خلف معركة وطنية جديدة، وأربكت المستوى السياسي والأمني الإسرائيلي.
۲/ هبة القدس أعادت الاعتبار للقضية الوطنية وفي مقدمتها القدس التي تصدرت واجهة الاهتمام الإقليمي والعالمي نظرا لسخونة الأحداث فيها
وقدرة أهلها على اشعال حالة غضب عارمة ضد الاحتلال.
۳/ شكلت فرصة لتعبئة الشارع واستنفاره مجددا خلف معركة وطنية مقدسة يمكن أن يحتضنها الجمهور ويقاتل من أجلها لمكانة القدس من الناحية العقائدية والوجدانية لدى شعبنا.
۴/ هيئت الأجواء الميدانية لفرض حالة اشتباك جديدة مع الاحتلال بصور مختلفة سواء المقاومة الشعبية في (القدس) أو إطلاق الصواريخ كفعل عسكري ينطلق من (غزة) بالإضافة للمسيرات العفوية الغاضبة.
۵/ بتقديري مواقف فصائل المقاومة وعلى رأسها (كتائب القسام) كانت متزنة ومحسوبة وفي إطار ما هو ضروري لإسناد ساحة القدس وما يجري فيها.
۶/ إطلاق الصواريخ كان في حدوده المعقولة لتحقيق الأغراض المطلوبة ومنها؛ المساندة، وايصال الرسائل، والقيام بواجب وطني، والتحذير، وقد ظهر ذلك في المحافظة على المديات ونوعية المقذوفات.
۷/ لا توجد أي مصلحة إسرائيلية في فتح جبهة في غزة لوجود تحديات كبيرة يعيشها الكيان: داخليا أزمة الحكومة، وخارجيا الملف الإيراني، ومشروع التطبيع، ولانعدام الرؤية في تحقيق أهداف حالية في ظل انعدام القدرة على الردع أو الحسم، وامتلاك المقاومة قدرات مختلفة يمكن أن تمس بالجبهة الداخلية بشكل غير مسبوق.
۸/ بتقديري المقاومة أنهت تقديراتها وحددت خارطة عمل وسبقت اجتماع قيادة أركان العدو والخارطة أمامها الان ويمكن الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية حسب تطورات الميدان ولن تتفاجأ بأي خيار عسكري للعدو مع قناعتها بأنه عاجز ومرتبك.
۹/ الساعات الأخيرة لم تتوقف الاتصالات بين الوسطاء والأطراف الفاعلة في الساحة الفلسطينية خشيت انفلات الأوضاع وتدهور المشهد لتصعيد كبير لا يريده الاحتلال ولا ترغب به أطرافا عربية ودولية لانعكاسات ذلك على الإقليم.
۱۰/ التسويق لجلسة هيئة الأركان ليس مثاليا ولا يصح أن يكون مدعاة للقلق وتأجيل الزيارات للقادة لا يعكس خطورة الموقف أو حتى اتخاذ قرارات بعدوان كبير، فيمكن شن عدوان تحت كل الظروف اذا ما أراد العدو لكنه لا يرغب في ذلك لاعتبارات سبق ذكرها.