محاولة في فقه النص والحدیث *ملاك الالتحاق بالرسول الاعظم (ص)
موقع رهبویان قم الاخباری/ثقافه وفن :ملاك الالتحاق بالرسول الاعظم (ص)* یقول القران الکریم: “وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اولَئِكَ رَفِيقاً.” سورة النساء، اية ۱۹٫
فی تفسیر الملا عبد الرزاق الکاشانی ما یلي: “{ ومن يُطِع الله } بسلوك طرق التوحيد والجمع { والرسول } بمراعاة التفصيل { فأولئكَ مع الذينَ أنعم الله عليهم } بالهداية { من النبيّين والصديقين } الذين صدقوا بنسبة الأفعال والصفات إلى الله، بالانخلاع عن صفاتهم والاتصاف بصفاته ولو ظهروا بصفات نفوسهم لكانوا كاذبين.” من هذه العبارات نتفهم بوضوح أنه لابد من الاجتماع بالرسول،ما دام الاتصاف بالتوحيد، يقود الى الانخلاع عن كل صفاتهم المبغوضة، والتحلي بالاوصاف الحميدة.. في تفسير النكت والعيون للماوردي نقرأ التفسير اللفظي لبعض هذه الالفاظ: ‘أما الصديقون فهو جمع صديق، وهم أتباع الأنبياء. وفي تسمية الصديق قولان: أحدهما: أنه فِعِّيل من الصِّدْقِ.
والثاني: أنه فِعّيل من الصَدَقَة. وأما الشهداء فجمع شهيد، وهو المقتول في سبيل اللَّه تعالى. وفي تسمية الشهيد قولان: أحدهما: لقيامه بشهادة الحق، حتى قتل في سبيل الله. والثاني: لأنه يشهد كرامة الله تعالى. في الآخرة. ويشهد على العباد بأعمالهم يوم القيامة إذا ختم له بالقتل في سبيل الله. وأما الصالحون فجمع صالح وفيه قولان: أحدهما: أنه كل من صلح عمله. والثاني: هو كل من صلحت سريرته وعلانيته.
وأما الرفيق ففيه قولان: أحدهما: أنه مأخوذ من الرفق في العمل. والثاني: أنه مأخوذ من الرفق في السير. وسبب نزول هذه الآية على ما حكاه الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والربيع والسدي أنَّ ناساً توهموا أنهم لا يرون الأنبياء في الجنة لأنهم في أعلى عليين، وحزنوا وسألوا النبي (ص) فنزلت هذه الآية.’
يقول الرسول الإعظم (ص): “من ابغض اهل بيتي وعترتي، لم يرني، ولم أره يوم القيامة.” رواه الشيخ الصدوق (ره)، في الامالي، ص. ۵۴۶ فی هذا الحدیث عن الرسول (ص) نتعلم المناط الأساسی فی الإجتماع مع الرسول الاعظم ص یوم القیامة و الإلتحاق به، و هو الحب الذی أمر به القرآن تجاه القربی و یقابله البغض لهم. ان المودة لذی القربی ستؤول بالشخص الی الاجتماع بالرسول (ص) یوم القیامة، بینما یقابله البغض الذی سیحول دون لقائه (ص) یوم القیامة, وهو یعنی انه سیکون مصیره الی النار. هذا یؤکد لنا ما ورد عنه (ص)
في رواية اخرى: إنك مع من أحببت! فی جواب السائل عن من سیکون حال المرء یوم القیامة. كما إن الحدیث لا یدل علی أن الحب الأعمی والتابع من تعصب أو جهل هو الملاك للنجاة یوم القیامة من دون الایمان والعقل المطمئن بتوحید الله تعالی، والعامر بذکره، بل بمعنی أن العقل السلیم فی القلب السلیم الذی یغمره حب الله تعالی و نبيه و أهل بیته الطاهرین (ع)، هو الذي سيقود الى الاجتماع بهم (ع). *تطبيق من الحياة*
من دون هذا الجمع بین العقل المؤمن بالتوحید السلیم مع الفطرة الطاهرة التی انتعشت فی قلب العاشق لله تعالی ولرسوله واهل بیته (ع)، فلا یمکن أن یجتمع مع الرسول (ص) و لا أن یراه (ص) یوم القیامة. هكذا الحياة هي أن تجتمع مع من تحب، وان يحشر المرء يوم القیامة مع من أحب.
آیت الله علي الحكيم
ارسال دیدگاه
مجموع دیدگاهها : 0در انتظار بررسی : 0انتشار یافته : 0