محاولة في فقه النص والحدیث:ما هی اهم صفة المستشار؟
موقع رهبویان قم الاخباری/ثقافه وفن:ما هی اهم صفة المستشار؟* يقول القران الكريم: “ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ ٱللَّهَ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً.” الاحزاب، اية 39 لخص الشعراوی فی خواطره جواب المبتدأ بقوله: ‘الرسل لا يخشوْنَ شيئاً في البلاغ عن الله، فكأنه تعالى نفى عن الرسول (ص) أن تكون خشيته في البلاغ، إنما خشيته استحياؤه مخافة أنْ تلوكه ألسنة قومه، وإلاَّ فَهُمْ لا يملكون له شيئاً يضره أو يخيفه.
نلاحظ هنا أن { ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ ٱللَّهَ.. } [الأحزاب: 39] هذه العبارة مبتدأ لم يُخبر عنه لأن قوله تعالى { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً } [الأحزاب: 39] ليس خبراً لهذا المبتدأ، إنما هو تعليق عليه، فأين خبر هذا المبتدأ؟ قالوا: تقديره، الذين يُبلِّغون رسالات الله..
لا يمكن أنْ يُتَّهموا بأنهم خشوا الناس من أجل البلاغ. { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً } [الأحزاب: 39] أي: أنكم لن تحاسبوهم، إنما سيحاسبهم الله.’ قال الامام الصادق (ع): “شاور فی امرك الذین یخشون الله عز وجل.” (بحار الانوار، ج71، ص98) فی هذه الروایة عن الامام الصادق (ع) تراه یضع شرطا أساسیا فیمن تتم مشورته، ألا وهو أن یکون ممن یخشون الله تعالی.
بالطبع هذا الشرط ذکرته الآیة الکریمة التی تطرقت الی تبلیغ رسالات الله تعالی، وقد ذکرت بأن هؤلاء المبلغین یخشون الله تعالی ولا یخشون أحدا غیره، لذلك فقد جعل ذلك شرطا أساسیا للبدء بتبلیغ رسالات الله. المشورة فی خلاصتها هی لأجل معرفة طبیعة رسالة الله الی خلقه لذلك الموضوع علی حد القدرة. فإذن يشترط القدرة على تشخیص الموضوع ومعرفة طریق الحل الذی یرتضیه الله تعالی، ویریده من عبده أن یسلکه.
لذلك طبق الامام الصادق (ع) هذه الآیة علی موضوع خاص وهو المشورة و ذکر نفس الشرط. لكنما یبقی هناك سؤالان قد یتم طرحهما:
الأول: أن الآیة الکریمة اشترطت أنهم “لایخشون أحدا إلا الله” تعالی بینما لم یذکر الإمام (ع) ذلك، فلماذا؟ یبدو أنه (ع) قد اکتفی بذکر کونه مصداقا لها وترك تكملة الأمر الی ذکاء المستمع، لیعرف أن له شرط آخر، أو لربما لتفهیمنا بأن من یخشی الله تعالی حتما لا یمکنه إلا أن لایخشی أحدا غیره.
الثانی: لماذا یشترط فیمن تتم مشورته أن یکون ممن یخشی الله تعالی؟ فقد يقال بأن المستشار إنما یسأل لکونه من اهل الخبرة، وهو ممن یقدم العناصر الموضوعیة التی یفترض أن تقدم حلا منطقيا ومعقولا ولا دخل لذلك بکونه ممن یخشی الله تعالی؟؟
الجواب: أن تصور طریق الحل بالنسبة لمثله- اعني ممن لا يخشى من الله تعالى- قد یبتعد بالانسان کثیرا عن الله تعالی، فإن المستشار إن لم یکن ممن یخشى الله تعالی قد یقترح طریقا یخرج بالإنسان الی الضلالة ویخرجه عن ربقة العبودیة لله تعالی.
*تطبيق من الحياة*
المشورة قد تطورت في زماننا الحاضر، لكن تبقى اهم ركائزها أنها ترتبط بالجانب العقدي السلوكي للنفس البشرية، وبهذا فإن المشورة -حتى وان كانت من متخصص ومعالج نفسي- ينبغي أن تراعي هذا الجانب التربوي والاخلاقي في تربية الانسان وسيره وسلوكه الى الله تعالى.
آیت الله علي الحكيم

ارسال دیدگاه