محاولة في فقه النص والحدیث :الخیر فی السفر
موقع رهبویان قم الاخباری/ثقافه وفن:محاولة في فقه النص والحدیث *الخیر فی السفر* قال تعالی فی کتابه الکریم؛ “قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ ۚ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ.” سورة الروم، الاية 42 في جامع البيان للطبري: ‘يقول – تعالى ذكره – لنبيه محمد (ص): قل يا محمد لهؤلاء المشركين بالله من قومك أن: سيروا في البلاد، فانظروا إلى مساكن الذين كفروا بالله من قبلكم، وكذبوا رسله، كيف كان آخر أمرهم، وعاقبة تكذيبهم رسل الله وكفرهم”
وفي التبيان للشيخ الطوسي: ‘أي فكروا فيمن تقدم من الامم التي اشركت بالله أكثرهم، والمؤمنون كانوا قليلين فيهم كيف أهلكهم الله ودمر عليهم.’ من هنا نتعرف بأن المقصود الأساسي هو التفكير والتأمل الذي يقوم الى الصحة النفسية، والسلامة الروحية..
قال رسول الله (ص): “سافروا تصحوا و تسلموا (المعجم الاوسط، ج7 ص 345 ح 7400) فی هذا الحدیث النبوی منه (ص) نتعرف الی إحدی السبل والآثار المفیدة للصحة النفسیة و کیفیة الرجوع الی السفر باعتبار أحد المرفهات النفسیة التی تساعد علی تحسین الصحة النفسیة.
لذلك قال (ص): سافروا تصحوا وتسلموا, حیث إنه من الواضح ان القضیة تتعلق بالجانب النفسی والروحی، ولیس بالضرورة الصحة البدنیة لأن المصاب بداء، والمقعد لمرض عضال لایمکنه مغادرة مکانه عادة إلا بصعوبة، فإذن المقصود عادة هو الصحة النفسیة والترفیه عن النفس روحیا وقلبیا ومعنویا. ومن المحتمل أیضا کون المقصود هو مرحلة الوقایة والإستعداد قبل وقوع المرض فإن السفر فیه حرکة زائدة وجهد اضافی ولعله یساعد فی تحسین الإداء البدنی و الوقایة من التعثر الصحی.
لهذا یساعد السفر علی الریاضة و یعمق الأداء البدنی، فهو یقول (ص): سافروا تصحوا. وقد ورد منه (ص) ما یشابه هذه الروایة عن أداء الحج حیث قال (ص) حجوا تصحوا! والمناط فیها کلها واحد و الشرح فیهما تقریبا متشابه إلى حد كبير..
*تطبيق من الحياة*
أن السفر عادة ما يصاحبه الاتقاء بثقافات ولغات وقوميات واجناس من الناس مختلفة المشارب، وهذا التنوع الثقافي يقارنه حركة بدنية ونشاط حركي، بالاضافة الی التعرف على ما يريح النفوس، وتستأنس به القلوب. كل ما تقدم لا يمكنه الا أن يساعد على المزيد من الصحة البدنيه، والراحة النفسية..
آیت الله علي الحكيم
ارسال دیدگاه