محاولة في فقه النص والحدیث: جزاء الصوم هو الربانية

يقول القران الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ."

موقع رهبویان قم الاخباری/ ثقافه وفن :محاولة في فقه النص والحدیث:جزاء الصوم هو الربانية/آیت الله علي الحكيم:

يقول القران الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.” سورة البقرة: الآية ۱۸۳
يقول الملا عبد الرزاق الكاشاني:
‘الصيام قانون آخر مما فُرِضَ لإزالة عدوان القوّة البهيمية وتسلطها – واعلم أنّ قصاص أهل الحقيقة ما ذكر، ووصيتهم هي بالمحافظة على عهد الأزل بترك ما سوى الحق، كما قال تعالى:{ وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ } [البقرة: ۱۳۲]. وصيامهم هو الإمساك عن كلّ قول وفعل وحركة وسكون ليس بالحق للحق.’
اذن الصوم هو ابرز مظاهر الفناء في الله تعالى، ما دام مستتبعا لقتل الشهوات، وفناء النفس في الاحكام الإلهية.
يقول الامام الصادق (عليه السلام): ان الله تبارك وتعالى يقول الصوم لي، وانا اجزي عليه.
الكافي ۴/ ۶۳/ ۶٫
هذه الرواية عن الامام الصادق عليه السلام من محاسن الاحاديث القدسية التي يندر ان يفهمها احد، حق فهمها، لكون قراءة الجميع غير دقيقة بناء على نظريتنا في “علم اصول الفقه” المعروفه تحت اصطلاح “الانماط الصوتية الكلامية” فان النمط الصوتي الذي ورد فيه هذه الروايه، هو كون الارتفاع عند أول الرواية والانخفاض التدريجي نحو نهايته هكذا الصوم لي وانا أجزى به. على نحو ان يكون الفعل أجزى مبنيا للمجهول، وذلك لان هذا هو لسان كثير من الاحاديث القدسية التي يكون فيها لسان التعبير فيها معبرا عن كون الله تعالى يجعل عبده مثله، كما الحديث عبدي اطعني تكون مثلي.. او في الروايه الاخرى: حتى كنت سمعه يده وعينه التي يبصر بها.. الى اخره، او الحديث القدسي: بل ومن كنت ديته فعلي ديته، ومن علي ديته، فأنا ديته.. الى اخره، او الخطاب منه تعالى للمؤمنين في الجنة: من الحي الذي لا يموت الى الحي الذي لا يموت, وغيرها مما يؤيد النمط الصوتي الذي أصر عليه في قراءة الروايه.

تطبيق من الحياة
الصوم الحقيقي هو الذي يصوم فيه القلب عما سوى الله تعالى، بحيث لا يرى شيئا، الا ويرى الله معه، ومعه وقبله وفيه، وهكذا تصبح الحياة للرباني ذات معنى.

آیت الله علي الحكيم