محاولة في فقه النص والحدیث *التوعد لمن يتعدى على المؤمن*

يقول القران الكريم: "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ." سورة الحج: اية 38 في تفسير ابن كثير: 'يخبر تعالى أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجار ، ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم.

موقع رهبویان قم الاخباری/ثقافه وفن :محاولة في فقه النص والحدیث: *التوعد لمن يتعدى على المؤمن* يقول القران الكريم: “إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ.” سورة الحج: اية ۳۸ في تفسير ابن كثير: ‘يخبر تعالى أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجار ، ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم ، كما قال تعالى : ( أليس الله بكاف عبده ) [ الزمر : ۳۶ ]’

ومن زاوية اخرى، يذكر الملا عبد الرزاق الكاشاني: ‘{ إن الله يدافع } ظلمة القوى النفسانية بالتوفيق { عن الذين آمنوا } من القوى الروحانية { إنّ الله لا يحبّ كل خوّان } من القوى التي لم تؤدّ أمانة الله من كمالها المودع فيها بالطاعة فيها وخانت القلب بالغدر وعدم الوفاء بالعهد { كفور } باستعمال نعمة الله في معصيته.’ وهو يضعها في اطار العبودية لله تعالى، وإتباع الجوارح الانسانية للأوامر الإلهية. بينما قال الشيخ الطوسي في التبيان: ‘أي نصرهم ويدفع عنهم عدوهم، تارة بالقهر، وأخرى بالحجة { إن الله لا يحب كل خوان كفور } إخبار منه تعالى أنه لا يحب الخوان، وهو الذي يظهر النصيحة، ويضمر الغش للنفاق، أو لاقتطاع المال. وقيل: إن من ذكر اسم غير الله على الذبيحة، فهو الخوان، والكفور هو الجحود لنعم الله وغمط آياديه.’ قال الامام الصادق (عليه السلام): قال الله عز وجل لياذن بحرب مني من اذى عبدي المؤمن. الكافي ١/٣٥٠/٣

في هذه الرواية عن الامام الصادق (عليه السلام) نتعلم درسا عن قيمة المؤمن في عين الله تعالى حيث انه قد جعله ذا حرمة كحرمة الرب اذ قال فلياذن بحرب مني من اذى عبدي المؤمن. يعني ان الاذى له هو امتهان الحرمة لحرمه الله تعالى، وتجاوز على حق الله تعالى لانه حق الناس هو اشد من حق الله تعالى من ناحية ان الله تعالى رحمن رحيم. وهو الرؤوف بالعباد لكن من يتعدى على الاخرين ويؤديهم فهو لابد له ان يحصل مرضاتهم ومغفرتهم والا سيكون لحسابي عصير يوم القيامه.

اما أن السؤال من هو المؤمن حقا؟ الجواب هو من التزم الحق ورفض الباطن في اعتقاداته وسلوكه حيث يراه الله تعالى حيث امره، ويفتقده حيث نهاه. مثل هذا الشخص يصبح يد الله تعالى وعينه وقد وصل الى مرحلة الفناء ولهذا فان امتهان حرمته وتجاوز حقه هو تجاوز على الله تعالى ومن هو كذلك فلابد ان يأذن بحرب منه تعالى. *تطبيق من الحياة* إن توضح مثال في انتقام الله تعالى بعد الحرب على المؤمن، هو ما حصل بعد كربلاء عاشوراء، فإن الله جل جلاله، هو الذي لا يزال ينتقم لمن استشهد وتعدوا على حرماته يوم الطف. آیت الله علي الحكيم