محاولة في فقه النص والحدیث:جواب الشكر، المزيد من النعم الالهية

يقول القران الكريم: "وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ)،[سورة ابراهيم، اية 7] لقد تنوعت أقوال المفسرين في تفسير هذه الآية على أقوال.

موقع رهبویان قم الاخباری/ ثقافه وفن:🌹محاولة في فقه النص والحدیث🌹
*جواب الشكر، المزيد من النعم الالهية*

يقول القران الكريم: “وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ)،[سورة ابراهيم، اية ۷]
لقد تنوعت أقوال المفسرين في تفسير هذه الآية على أقوال، منها
ما ذكره الشوكاني بأن معنى هذه الآية عام لجميع أنواع النعم، فمن شكر الله تعالى في الرزق وسع عليه في الرزق، ومن شكره على الطاعة زاده من طاعته، وهكذا.
يقول سيد قطب: ‘أن النفس التي تشكر الله على نعمته ، تراقبه في التصرف بهذه النعمة . بلا بطر ، وبلا استعلاء على الخلق ، وبلا استخدام للنعمة في الأذى والشر والدنس والفساد. وهذه وتلك مما يزكي النفس ، ويدفعها للعمل الصالح ، وللتصرف الصالح في النعمة بما ينميها ويبارك فيها ؛ ويرضي الناس عنها وعن صاحبها ، فيكونون له عونا ؛ ويصلح روابط المجتمع فتنمو فيه الثروات في أمان . إلى آخر الأسباب الطبيعية الظاهرة لنا في الحياة.’

عن سيدة نساء العالمين، فاطمه عليها السلام: ،”من اصعد الى الله خالص عبادته اهبط الله عز وجل اليه افضل مصلحته.”
بحار الانوار ج ٤٣, ص٢٢

في هذه الروايه نتعلم من سيدة نساء العالمين عليها السلام درسا بليغا لا نستبعد ابدا كونه نابعا من تجربة روحية ذاتية عاشتها سيده النساء وادركتها في عمق وجودها، وهي ان هناك ارتباط او علاقه بين ان يخلص العبد فيما بينه وبين ربه في عبادته واعماله وكل حركاته وسكناته وحينئذ كان حقا على الله تعالى ان ينزل اليه أفضل ما هو في مصلحته. ولكن هل ان هذا وعد واستحقاق ام ماذا؟
يبدو انه ليس استحقاق، ولا اكثر من وعد. بل هي (ع) تتحدث عن سنة الهية، وتجعلها في قوة قضيه شرطيه لابد من تحقق الجزاء فيما اذا تحقق الشرط.

*تطبيق من الحياة*
نحن نتعامل فيما بيننا تماما بما يشبه ما تقدم, فمن نراه يخلص لنا فاننا نسعى لان نكون مخلصين معه بالمقابل. ومن يقدم ما عنده على طبق من الاخلاص، عادة ما نقدم له ما عندنا على طبق من الاخلاص بالمقابل.
غايته في المقام هنا نتكلم عن سنة الهية في الاية الكريمة اعلاه، التي تختزن علما وتسديدا ربانيا ادركته سيدة النساء ع بفطرتها وعلمها النبوي، فهو يختلف عن مجرد المقابلة بالمثل. لهذا قد يختلف التنزيل الجديد، في كونه ‘ما هو أفضل مصلحته،’ والذي قد يستبطن الوجع والالم، وغيرها من بلاءات الدنيا، لكنها تمثل المزيد من النعم الإلهية نحو الاحسن, ونحو الرقي الانساني، والتكامل.

نقلا عن آیت الله علي الحكيم دام ظله العالی