المقربون في روح وريحان وجنة نعيم

موقع رهبویان قم الاخباری/ثقافه وفن :*المقربون في روح وريحان وجنة نعيم: فوائد الريح الطيبة* ورد في القرآن ذكر العطور، فأشار إليها في سياقات مختلفة، من كونها هدية إلى رمز للمكافأة. هناك ما لا يقل عن سبعة عطور مذكورة في القرآن. تشمل بعض هذه العطور المسك والعنبر والكافور وغيرها. يقول القران الكريم: “فأما إن كان من المقربين، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ” (سورة الواقعة: اية ۸۸-۸۹) في تفسير أبن كثير: “أي: فلهم روح وريحان، وتبشرهم الملائكة بذلك عند الموت، كما تقدم في حديث البراء: أن ملائكة الرحمة تقول: ” أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه ، اخرجي إلى روح وريحان،

ورب غير غضبان.” هذا التفسير يجعل ذلك الاحساس مختصا بحالة القرب من الممات، والحياة بعده.. ولكن يمكن القول بالدلالة على معنى اعمق.. يقول الملا صدرا في تفسيره للآية: “إن كان روح المتوفّى من أهل الكشف واليقين والسابقين المقرّبين الذين هم أهل التوحيد والعلماء بالله وآياته، وهم الأخيار الأحرار المرتفعون عن عالم السير والسلوك لوصولهم إلى المقصود الحقيقي، بل هم مقصد السالكين{ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } [الكهف:۲۸]

” .. حتى يقول: “{ فَرَوْح } – أي: فلروحه روح الاطمينان وراحة السكون عند الله وبرد اليقين، ولقلبه ريحان من رزق معلوم تفوح منه رائحة اليقين التي بها قوّة القلوب، ولنفسه جنّة نعيم يسرح فيها ويرتع في رياضها قضاء لشهواتها الحيوانيّة، فيها ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين، وهي المشتهيات التي كانت ممنوعة من قشورها بأمر رائض الشرع مدة الرياضة’…ثم يقول: “وقرأ يعقوب: فرُوح – بالضمّ – وهي قراءة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وابن عبّاس والحسن، ومعناه فله البلوغ إلى مقام الروح العلويّ من مقام الطبع والنفس، أو له الاتّصال بالروح الأعظم والقلم الأعلى…وقيل: البقاء. والريحان: الرزق. أي فهذان له معاً، وهو الخلود مع الرزق والنعيم. وقيل: والريحان كلّ نباهة وشرف. وقيل: الريحان: المشموم.. الخ”

نقل عن الرسول (ص) قوله: ما طابت رائحة عبد، إلا زاد عقله (مستدرك الوسائل، الشيخ النوری، ج۱، ص ۴۱۸ ح ۱۰۴۴) فی هذا الحدیث عن الرسول یخبرنا (ص) عن علاقة طردیة بین طیب رائحة العبد وبین زیادة عقله. هذه العلاقة الطردیة یمکننا فهمها علی عدة مستويات، وهي المستوی البدنی وتارة علی المستوی النفسی والصحة النفسیة وتارة اخيرة علی المستوی الروحي، فهذه ثلاثة مستویات نلاحظها تباعا. أما المستوی البدنی فقد یقال بأن الرائحة الطیبة تؤدی الی تحسین الحافظة کما ثبت علمیا فی بعض الدراسات الحديثة من أن رائحة العشبة (Rosemary)، تساعد علی تحسین ذاکرة المستخدم لها.

أما علی المستوی النفسی فیمکن أن یقال بأن النفس ترتاح وتطمئن بالرائحة الطیبة، فیتحسن اداء الدماغ وتزداد قدرة العقل علی التفکیر والتأمل. هذا و لکن قد یقال بأن المقصود هو الرائحة الطیبة للروح والقلب المعنویة الناشئة من صفاء النفس وعدم تکدر القلب بالذنوب والأوساخ الخلقية، والادران المعنویة. هذه الرائحة قد لایدرکها إلا مثل الملائکة التی تدرك الطهارة القلبیة والمعنویة بما تمتلکه من قدرات روحیة تمیّز فیها بین ريح القلب الطاهر وبین القلب الملوث بالذنوب والمعاصی، حيث تکون رائحته قذرة غیر طیبة.

هذا المقدار من الإرتباط بین الرائحة الطیبة والقدرات الذهنية الروحیة هی علاقة ملکوتیة، تنم عن صفاء الروح وطهارة القلب، فتؤدی الی ازدیاد العقل والقدرة الفائقة علی الحفظ وسلامة الذاکرة وتضاعف القدرة الذهنیة علی التفکیر والتحلیل. هذه الرابطة الأخیرة لعلها هی المقصودة من هذه الروایة عن الرسول (ص) لکون غرض الشارع هو الصفاء القلبی والطهارة المعنویة والروحیة من الامراض المهلکة والسلامة من العقد الروحیة المفسدة للروح حیث إن هذا هو غرض الشارع أولا وبالذات، واما بقیة المنافع فهي مقصودة بالعرض، لا غير.

*تطبيق من الحياة* كل واحد من العطور له خصائص فريدة ويستخدم لأغراض مختلفة في اشباع الاجواء الروحية والمراسيم الثقافية. لهذا فقد ورد ذكر العديد من الروائح الأخرى في القرآن مثل الياسمين والورد وغيرها. كل نوع من هذه الروائح تستخدم لإثارة مشاعر الفرح أو المتعة، أو استشعار السلام لدى أتباع الإسلام.

بهذا نعرف أن استخدام العطور في حياتنا ذو فوائد، فيمكن أن يحسن الحالة المزاجية للشخص، او يساعده على الشعور بالثقة بتقبل الآخرين له من خلال اذكاء رائحة لطيفة لمن يشمها. يمكن أن يساعد العطر أيضًا على إخفاء روائح الجسم، وأن يساعد في تخفيف التوتر من خلال توفير الشعور بالهدوء والاسترخاء. علاوة على ذلك، قد يكون لبعض العطور بعض الفوائد الصحية، مثل مكافحة التهابات الجلد وتقوية المناعة. *الخلاصة:* يعد استخدام العطور طريقة سهلة لجعل المرء يشعر بالراحة والاطمئنان والثقة النفسيين، وهي عوامل ازدياد العقل.

آیت الله علي الحكيم