الإهمال المتعمد و المقصود لتراث الرسول الأكرم(ص)

من عجائب الأمور التي توقفت عندها في حياة الرسول محمد (ﷺوآله) و عصر صدر الإسلام ما يمكن تسميته الإهمال المتعمد و المقصود لتراث الرسول الأكرم (ﷺ وآله) ،إذ إنه الإنسان الوحيد في الكون الذي قال عنه الله عزوجل *﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ☆ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾* [النجم: 3، 4]

موقع رهبویان قم الاخباری/ ثقافه وفن:حقّاً :إنها خسارة كبرى للبشرية*بقلم:*د.رعدهادي جبارة**الأمين العام**للمجمع القرآني الدولي*

من عجائب الأمور التي توقفت عندها في حياة الرسول محمد (ﷺوآله) و عصر صدر الإسلام ما يمكن تسميته الإهمال المتعمد و المقصود لتراث الرسول الأكرم (ﷺ وآله) ،إذ إنه الإنسان الوحيد في الكون الذي قال عنه الله عزوجل *﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ☆ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾* [النجم: ۳، ۴]
فكل ما يقوله حق وصدق وهدى ورحمة للعالمين. فلماذا يهمَل ولا يكتَب؟!

والنبي الأعظم ﷺوآله بإجماع المسلمين شيعةً و سنة بلّغ رسالته كلها بأمانة *(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يعصمك من الناس)* ولم يقصّر في ذلك مطلقاً،ولم يكن في كلامه شيء زائد يستحق أن يهمل.

هذا الرسول (ﷺوآله) عاش ۱۰سنوات في مكة مضطهَداً متكتماً،ولكنه عندما هاجر إلى المدينة وإقام بها۱۰أعوام كان مطاعاً مكرماً فاستطاع تأسيس [مسجد النبي ص]وإقامة صلاة الجمعة والجماعة، وكان يعقد صلاة الجمعة بإمامته (غالباً) مادام حيا كما ورد في سورة الجمعة *{يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّه}*

ونعرف أن في كل شهر ۴جُمع وفي كل سنة ۱۲شهراً ولو أردنا أن نعرف عدد أسابيع السنة الميلادية فهي۵۲٫۱۷۷ وبما أن السنة الهجرية تقل عن أيام السنة الميلادية ب۱۱يوما تقريبا فإن عدد أسابيع السنة الهجرية يبلغ واحداً و خمسين (۵۱) أسبوعاً اي ثمة ۵۱جمعة في كل عام هجري.

ولو تنزّلنا واعتبرنا العدد بلا كسور ۵۰جمعة فإن المسلمين ائتموا بالنبي ﷺوآله ۵۰جمعة في كل عام ،وفي كل صلاة جمعة خطبتان، فيكون عدد خطب النبي ﷺوآله في العام ۱۰۰خطبة تقريبا، وخلال الأعوام العشرة لإقامة النبي بالمدينة يبلغ عددها ۱۰۰۰خطبة جمعة يضاف لها خطب العيدين[الفطر والاضحى] التي نطق بها لسان النبي الاكرم (ﷺوآله)؛هذا اللسان المنزّه الصادق الطاهر الناصح الهادي إلى سبيل الرشاد.

فلماذا لانكاد نجد في كتب الروايات والسِيَر النبوية والصحاح و الموسوعات وجوامع الحديث النبوي ولو نصف هذا العدد من خطب النبي ﷺوآله؟؟بل لانجد حتى عُشرها، لماذا؟وهو القائل *(قَيّدوا العِلْمَ بالكتاب)* رواه الخطيب في تاريخ بغداد.

هل يعقل أن ينهى شخص واحد كل المسلمين المعاصرين للرسول ﷺوآله عن تدوين رواياته و خطبه فيمتثلون له؟ و يخشون بطشه؟مهما كان هذا الشخص.

حقاً؛أليست هذه خسارة كبرى للعالم الإسلامي وأمة محمد (ﷺوآله) لأنهم لم يوثِّقوا ما قاله هذا المرشد الاكبر والمصلح الأعظم الذي بعثه الله *{رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰاتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَ یُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰابَ وَ ٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰالࣲ مُّبِینࣲ ۝٢﴾* [الجمعة/٢]؟بل هي خسارة كبرى للبشرية.

لا شك ولا ريب أننا خسرنا -بعدم وصول الألف خطبة نبوية إلينا- إضاءات النبي ﷺوآله و ارشاداته القيمة و تعاليمه السامية وعلومه النافعة ومكارم أخلاقه الفذة الواردة ضمن أكثر من ۱۰۰۰خطبة ؛لم تُكتَب، ولم تصلنا منها سوى خطبة الوداع و خطبة غدير خم (وربما كانتا خطبة واحدة).

أقولها بقوة وإصرار:
كان على الرجال والنساء حول الرسول (ﷺوآله) ومعاصريه أن يهتموا و يبذلوا كل ما في وسعهم وغاية ما في طاقتهم لكي يسجلوا للأجيال كلها كلام الرسول ﷺوآله الذي يستحق أن يُكتب بحروف من نور فيضيء للبشرية مسيرتها على مَرّ العصور ،و تَعاقُب الدهور، جيلاً بعد جيل.
وللحديث صلة،لاحقاً.