مابعد تجاوز الخطوط الروسية الحمراء..حرباباردة بين الكيان الصهيوني وروسيا.؟!

"آن الاوان لكل من يدفن قرارات مجلس الامن السابقة بما يتعلق بفلسطين والجولان السوري ان يفسر ذلك الان امام الجمعية"، هذا الكلام هو لوزير الخارجية الروسية "سيرغي لافروف" تعليقا على صفقات أسلحة السرية بين الكيان الصهيوني وأوكرانيا.

موقع رهبویان قم الاخباری/  دولی:اسامة القاضي| كاتب سياسي يمني

“آن الاوان لكل من يدفن قرارات مجلس الامن السابقة بما يتعلق بفلسطين والجولان السوري ان يفسر ذلك الان امام الجمعية”، هذا الكلام هو لوزير الخارجية الروسية “سيرغي لافروف” تعليقا على صفقات أسلحة السرية بين الكيان الصهيوني وأوكرانيا.

من الواضح ان الموقف الروسي في الضغط علی “اسرائيل” جاء في وقت يعيش كيان الاحتلال، صداعاً داخلياً أضيف عليه صداعاً شديداً خارجياً يتعلق بالحرب في اوكرانيا، فروسيا تنتهج سياسة تطبيق القانون الدولي واتهمت بالأمس الولايات المتحدة بـ”انتهاك القانون الدولي”، فيما اليوم تری في “اسرائيل” مارقة عن القانون الدولي.

صحيح ان تصريحات لافروف ضد اسرائيل هي بمثابة ضغط كبير وغيرمسبوق علی كيان الاحتلال. فالقرارات الدولية تشمل قرار ۱۹۴ والذي ينص علی عودة اللاجئين وتنفيذه محال بالنسبة لإسرائيل، فتنفيذه ينهي كيان الاحتلال ويعيد ملايين الفلسطينيين الی ارضهم.

بالرغم ان روسيا تعتبر نفسها خارج نطاق الصراعات في الشرق الاوسط وتظهر نفسها بأنها صديقة الكل، هذه السياسة تتيح لموسكو اقتراح استبدال كل القوات الدولية الموجودة في الجولان بقواتها لتقود في المستقبل مصالحات سورية – اسرائيلية في الجولان.

بات واضح ان أهم من كل هذا لروسيا، هو الصراع الدائر في اوكرانيا وهذا الصراع يحدد مصير كل العلاقات الدولية ومصير روسيا والناتو والولايات المتحدة الاميركية، لذلك روسيا حساسة ازاء أي تعاطي مع المسألة الاوكرانية يضر بمصالحها.

اللافت ان “اسرائيل” تجاوزت هذا الخط الاحمر الروسي لأنها بدأت تشعر ان تعدد الاقطاب سيلغي الكثير من امكانية تأثيرها في الداخل الروسي بعد ما توجهت روسيا شرقاً وفي الشرق توجد الصين وايران وايران بدأت تملأ خلأ الكثير من السلع الاوروبية في روسيا وهناك علاقات واعدة جداً واقتصادية واستراتيجية وخاصة الخط الذي سيسمی لاحقاً الشمال – الجنوب الذي يمر بايران.

واللافت إيضا ان هذه التطورات، خطيرة لـ”اسرائيل” فايران ستحل محلها في روسيا وهذا ما سينهي دورها اذا ما تعددت الاقطاب وانطلاقاً من ذلك بدأت الانطلاق بعيداً في دعم اوكرانيا علها تمنع روسيا عن الاندفاع نحو ايران والشرق.

روسيا وكيان الاحتلال الاسرائيلي يخوضان حرباً باردة، فيما تملك روسيا مليون ونصف المليون روسي يعيش في الاراضي المحتلة، وهؤلاء يشكلون مصلحة روسية اقتصادية وثقافية وموسكو تعتبرهم امتداداً استراتيجياً للسياسة الروسية في فلسطين المحتلة لهذا تحاول مسك العصا من الوسط واتخاذ سياسة متزنة قدر الامكان، لكن بعدما انكشفت صفقات الاسلحة التي يحاول الاحتلال ابرامها مع اوكرانيا بضغط من الولايات المتحدة عبر وسيط ثالث، بدأت اجواء العلاقة الروسية – الاسرائيلية تتبدل الی اجواء حرب باردة.