طهران والجزرالایرانیه الثلاث :حتى أنت يابوتين!؟

روسيا_ بعد الصين _ أغضبت ايران من خلال إصدارها بياناً مشتركاً مع الوفد الوزاري الخليجي الزائر لموسكو، مما دعا طهران لاستدعاء السفير الروسي في طهران ،لغرض إبلاغه باستنكار ايران لهذا البيان المشترك مع الدول العربية الخليجية

موقع رهبویان قم الاخباری/ دولی: بقلم: دکتور رعدهادي جبارة

روسيا_ بعد الصين _ أغضبت ايران  من خلال إصدارها بياناً مشتركاً مع الوفد الوزاري الخليجي الزائر لموسكو، مما دعا طهران لاستدعاء السفير الروسي في طهران ،لغرض إبلاغه باستنكار ايران لهذا البيان المشترك مع الدول العربية الخليجية،والذي يَعتبر الجزر الثلاث ابوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى (إماراتية) ويطلب من ايران التجاوب مع مساعي أبوظبي السلمية لحل النزاع حولها.
وهذه هي المرة الثانية التي تشعر فيها طهران بالمرارة وخيبة الأمل جراء الموقف الرسمي الروسي العلني(بعد الموقف الرئاسي الرسمي الصيني) تجاه ماتعتبره ايران من ثوابتها و مصالحها الستراتيجية ، فهي ترى أن الجزر أعلاه جزء من أراضيها إلى أبد الآبدين،مما لايبقي أي احتمال للتفاوض بشأنها مع أي طرف كان.
المسؤولون في الحكومة الحالية في طهران شعروا بالامتعاض والإحراج تجاه الموقفين الصيني والروسي لأنهما لم يراعيا مشاعر حكومة رئيسي ،وتجاهلا احتمال امتعاضها جراء الاعتراف بعروبة الجزر، بل وتجاهلا غضب طهران الأكيد من أي ادعاء بعدم إيرانية الجزر الثلاث.
الملاحظ أن طهران و منذ بداية عهد الحكومة الحالية راهنت على بكين و موسكو وكأنهما حليفتان استراتيجيتان لها،وهذا ما قمتُ بنفيه نفيا قاطعا خلال المقابلات التي أجرتها معي العديد من الفضائيات العربية و الايرانية ،وأكدتُ أن روسيا والصين [شأنها شأن أوربا وأمريكا ] لاتهمها سوى مصالحها ،وفي السياسة فإن الأصل هو المصالح فحسب،ولن يهم الصين انزعاج حكومة رئيسي منهما،بقدر تنظر إلى المعادلات الدولية وتهتم بطبيعة الأوضاع الإقليمية و المصالح الصينية والروسية مع الدول العشرين العربية.
ومؤخراًعند انضمام ايران إلى منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي، تسرّع معظم المحللين السياسيين الإيرانيين و العرب بالقول إن إيران وجدت لها في هذه المنظمة سنداً كبيراً و وثيقاً يمكنها التعويل عليه!، وصار لديها حليفان استراتيجيان يتمثلان في اثنتين من القوى العظمى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي (الصين وروسيا) بحيث يمكن أن تشكلا جبلاً يعصم حكومة رئيسي من طوفان العقوبات المفروضة عليها!، وأنهما سينقضان أي قرار ضد طهران!،وسيقفان دائما مع إيران على الصعيد العالمي كحليفين كبيرين يمكن الرهان عليهما !ولن يفرّطا بالمصالح الإيرانية البتة. ولكن ثبت خطأ هذا الظن أيضاً.
إن الخطأ الفادح في السياسة الخارجية لحكومة رئيسي يتمثل في أنها وضعت كل البيض في سلة روسيا والصين،ظناً منها أنهما صارتا حليفتين دائمتين واستراتيجيتين لها، لكن،لاحظنا كيف أن الرئيس الصيني سابقا إنحاز للدول العربية الخليجية،ثم جاءالموقف الروسي حاليا وتجاهل المصالح الايرانية ولم يهتم بسخط طهران، و اعتبرت الصين و روسيا أن الجزر الثلاث هي ملك للإمارات بينما تتمركز فيها إيران و تعتبرها ملكاً مطلقاً لها غير قابل للشك و لا التفاوض لحظة واحدة ، وأي دولة تتردد في ذلك تحتج عليها إيران و تستدعي سفيرها.ولأول مرة خلال السنوات العشر الأخيرة يحصل أن تصل الأمور بطهران الى استدعاء السفيرين الصيني و الروسي لتسليمهما مذكرات احتجاج رسمية ،وكأنها تقول للسفيرالروسي أن ينقل الرسالة لرئيسه:حتى أنت يا”بوتين”؟!!!
لقد أثبتت الايام أن موسكو وبكين هما أيضا كعواصم أوربا وامريكا،لا تبحثان سوى عن مصالحهما، ولم تصبحا حليفتين لإيران كما ظن بعض المحللين سطحيي النظر.وعلى إيران أن لاتراهن على السراب فأمة الكفر واحدة. و خلاف حكومة رئيسي مع أوربا وامريكا وإقترابها الشديد من المحور الشرقي وحتى التقارب الايراني السعودي الاخير ،لم يغير الحقائق ولم ولن يجعل من (بوتين) ولا (شي جين بينغ) يميلان كل الميل للحكومة الحالية في طهران ،والتي ظهر أنها ليس لديها من الحنكة الكافية في سياستها الاقتصادية ولا الخارجية بعد أن اغترت بابتسامات هذين الرئيسين .
فالمسؤول الروسي و الصيني الذي يزور طهران و يجتمع مع وزرائها ورئيسها وقائدها يتكلم معهم [سراً] بما يتفق مع ميولهم ،ويفرح قلوبهم بكلام معسول،لكن في العلن عندما تنعقد قمة صينية _ خليجية في الرياض أو يلتئم مؤتمر روسي خليجي في موسكو، [فالقومُ في السرِّ غير القومِ في العَلَنِ ] كما قال الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي·
وهنانتذكر الآية الكريمة:
*{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}* /البقرة۱۴/
وينبغي لحكومة رئيسي أن لاتضع كل البيض في سلة روسيا و الصين،وتراهن على صداقة بوتين وبينغ ،أبداً.
✏️✏️✏️✏️✏️
⏸️رئيس تحرير مجلة
“الكلمة الحرة”