بمناسبة حلول شهر محرم الحرام:الامام الحسين معلّم الشجاعة والغيرة والإباء

بمناسبة حلول شهر محرم الحرام ننقل اليكم مختارات وجدانية لسماحة آیة الله العظمی لطف اللّٰه الصافي الکلبایکاني دام ظله الوارف. موقع رهبویان قم الاخباری/منوعات،بسم الله الرّحمن الرّحيم سلام الله عليك يا أبا عبد الله! يا سيّدَ الشهداء! يا مُنقِذَ الاسلام! يا جمالَ الإنسانية! ويا من نصـرت الحقّ المبين بقيامك وتضحيتك نفسَك الكريمة ونفوس أهل بيتك […]

بمناسبة حلول شهر محرم الحرام ننقل اليكم مختارات وجدانية لسماحة آیة الله العظمی لطف اللّٰه الصافي الکلبایکاني دام ظله الوارف.
موقع رهبویان قم الاخباری/منوعات،بسم الله الرّحمن الرّحيم
سلام الله عليك يا أبا عبد الله! يا سيّدَ الشهداء!
يا مُنقِذَ الاسلام! يا جمالَ الإنسانية!
ويا من نصـرت الحقّ المبين بقيامك وتضحيتك نفسَك الكريمة ونفوس أهل بيتك وأنصارك وأنصار الله وأنصار رسوله.
يا ليتني كنتُ معكم فأفوز فوزاً عظيماً.
أنتم والله معادن الحريّة والكرامة، وشهداء الإسلام والحقّ والعدل، ومبادئ الإنسانية،
لَوْلَا صَوارِمُكُمْ وَوَقْعُ نِبَالِكُمْ
لَمْ تَسْمَعِ الْآذَانُ صَوْتَ مُــكَبِّر
ولولا تضحياتكم لَما قام للدين عمود، ولما اخضـرّ للإسلام عود، ولاستُبدِلت الشـريعة الإلهية والرسالة المحمدية بالرجعية السفيانية، والجاهلية الاُمويّة، والإمارة الطاغوتية اليزيدية.
يا حسينَ الحقّ! يا حسينَ العدل! ويا حسينَ القرآن!
يابن رسول الله! نفسـي لنفسك الفداء، ولنفس من يحبّك، ويحبُّ محبّيك، ويسعد بزيارة قبرك، ويذكر مصائبك ويبكي، ويُبكی لها، وينوح عليك الفداء.
يا بطلَ الإسلام! أنت جدَّدت فخر آل هاشم، وأسّست بناءً لا يغلق بابه ولا ينهدّ صَرحُه أبداً.
وصيحاتك في وجه كلّ ظالم وغاشم وجبّار باقية مدى الدهر، تنذر الطواغيت ومستعبدي عباد الله بالخزي والخذلان.
الله أكبر ! ما أكبر كلمتك الخالدة: «إِنِّي لَا أَرَى الْـمَوْتَ إِلَّا سَعَادَةً، وَلَا الْـحَيَاةَ مَعَ الظَّالِـمِينَ إِلَّا بَرَماً!»(۱)
لقد أكرمك الله تعالى يا سيّدي بالشهادة، وقد أَعَدتَ باستشهادك في سبيل الله عِزّ الإسلام. فلا ينسى الإسلام وتاريخه، ولا تنسى الإنسانية مواقفك العظيمة.
ولا يُنسى موقفك حين خاطبت والي المدينة المنوَّرة لمّا عرض عليك البيعة ليزيد، فقلت صلوات الله عليك: «إِنَّا أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنُ الرِّسَالَةِ، وَمُخْتَلَفُ الْـمَلَائِكَةِ، بِنَا فَتَحَ اللهُ، وَبِنَا خَتَمَ اللهُ، وَيَزِيدُ رَجُلٌ فَاسِقٌ، شَارِبُ الْـخَمْرِ، قَاتِلُ النَّفْسِ الْـمُحْتَرَمَةِ، مُعْلِنٌ بِالْفِسْقِ، وَمِثْلِي لَا يُبَايِعُ مِثْلَهُ‏».(۲)
ولا ينسى ثباتك على هذا المبدأ الأصيل في يوم عاشوراء، الّذي استشهد فيه شباب آل محمد ورجالات الإسلام وحماة الحقّ.
فلا يُنسى موقفك العظيم في هذا اليوم، حيث قلت صلوات الله عليك: «أَلَا وَإِنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَني بَيْنَ اثْنَتَيْنِ بَيْنَ الْسِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَةُ! يَأْبَى اللهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْـمُؤْمِنُونَ، وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ، وَنُفُوسٌ زَکيَّةٌ، مِنْ أَنْ نُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِّئَامِ عَلَى مَصَارِعِ الْكِرَامِ‏»(۳)
الله أكبر! تأهت العقول في واقعة الطفّ، وفي معرفة أبطاله العظماء.
لقد أسّس مولانا الحسين علیه السلام في يوم الطفّ مدرسته الكبرى لكلّ من يريد الدفاع عن كرامة الإنسان، ويحبُّ الاستشهاد في سبيل الله مدرسةً لا تندرس تعاليمها وإرشاداتها، ولا تُمحا آثارها.
يا أبا الشهداء! يا جمالَ هذا الكون! ويا نفحةَ الديّان! وصَفوة الإنسان!
على رَغمِ مَن قتلك وقتل أصحابك، وأسر أهل بيتك؛ حرصاً على اجتثاث أصل الدين وإطفاء نور الله فهذا لواء الإسلام يهتزّ في أرجاء البسيطة، وهذه شمس هدايته تشـرق على الأرض، وهذا صوت الأذان يُسمع من المآذن ومكبّرات الصوت والإذاعات في أوقات الصلوات، وهذه شعائر الإسلام تُعَظَّم في مشارق الأرض ومغاربها، كلّ ذلك ببركات نهضتك المقدّسة، وإيثارك الإسلام وأحكامه على نفسك الكريمة، ونفوس أهل بيتك، وأصحابك عليك وعليهم السلام.
يا سيّدَ الأحرار! ويا معلّم الشجاعة والغيرة والإباء!
هذه مجالس الشيعة ومحبّي أهل البيت، وحفلاتهم التأبينية تحيا بذكر مصائبك، وما تحمّلت في سبيل إعلاء كلمة الله من النوائب، وما علّمت الإنسانية من الدروس العالية في مدرسة كربلاء.
فذكراك، يا مولاي! ذكرُ الله تعالى، وذكرى الرسول، وذكرى والدك بطل الإسلام، وذكرى اُمّك سيّدة نساء العالمين، وذكرى جميع رجالات الدين، وأنصار الحقّ، وحماة المستضعفين.
حرَّره أقلُّ من أناخ مطيَّته بأبواب محبّي مولاه الحسين، عليه وعلى أصحابه الكرام أفضل التحيّة والسلام/لطف الله الصافي
مصادر:
۱- الطبري، تاريخ، ج۴، ص۳۰۵؛ ابن شعبة الحرّاني، تحف العقول، ص۲۴۵؛ راجع أيضاً: الطبراني، المعجم الکبير، ج۳، ص۱۱۵؛ ابن عساکر، تاريخ مدينة دمشق، ج۱۴، ص۲۱۸؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي ‌طالب، ج۳، ص۲۲۴؛ ابن نما الحلّي، مثير الأحزان، ص۳۲٫
۲- ابن ‌طاووس، اللهوف، ص۱۷؛ البحراني الأصفهاني، عوالم العلوم، ص۱۷۴؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج۴۴، ص۳۲۵٫
۳- ابن شعبة الحرّاني، تحف العقول، ص۲۴۱؛ ابن نما الحلّي، مثير الأحزان،‌ ص۴۰؛ البحراني الأصفهاني، عوالم العلوم، ص۲۵۳٫