“اليمن يعيش اكبر مأساة إنسانية في التاريخ”.؟!

سبعة سنوات عجاف أبواب وفصول لكتاب رهيب عنوانه "اليمن يعيش اكبر مأساة إنسانية في التاريخ".؟!

موقع رهبویان قم الاخباری/ دولی:د/ أسامة القاضي – ناشط سياسي يمني

عزيزي القارئ .. توقف هنا فضلا وتخيل معى.! كيف تحمّل اليمن هذا البلد الصغير والشعب الفقير المظلوم كل هذه المأساة المُفزعة التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء مابين شهيد وقتيل وجريح ومعوق ومشرد خلال سبعة سنوات!

وكيف أمضى سنواته السبعة العجاف من دون مرتبات ورعايةٍ صحية وخدمات وتعليم اساسي ثانوي وعال.! واقتصرت الخدمات على الحد الأدنى! أليس هذا شعب الإيمان والحكمة عظيماً وصانعاً حقيقياً للتاريخ حقا .؟!

الشعب اليمني من أقصى البلاد إلى أقصاها، أمضى سبعة سنوات من المعاناة الرهيبة جرّاء هذا الحصار والعدوان الوحشي بنجاح تام، ولكنها كانت عبارة عن أبواب وفصول وأقسام لكتابٍ رهيب عنوانه “اليمن عاش ويعيش أكبر مأساة إنسانية في العالم لما بعد الحرب العالمية الثانية”.

ولهذا، حين نستعرض يوميات سردية هادئة لحياة المواطن الصابر على شظف العيش ومعاناة المعيشة وقسوة “عدوان وحصار الأشقاء العرب المسلمين عليه”، نجدها عبارة عن ملاحم أسطورية يستحيل أن نقارنها بما عاشه شعب ودولة ووطن آخر على هذه الأرض.!

هذا الشعب بمختلف شرائحه من الأطباء والموظفين والمدرسين والعمال والفلاحين والبسطاء والأدباء، وأساتذة الجامعات والمعاهد، من دون استثناء، تحمّل عبء المعاناة في المعيشة والسفر، وتُرك من قبل النظام العالمي الرأسمالي الظالم يقاوم وحده، وبإمكانياته الشحيحة والمحدودة، ولكنه رغم ذلك حقّق معجزة في المقاومة والصمود العظيم.