الساعات الأخيرة قبل الضربة الأميركية لإيران

تفاصيل تُكشف لأول مرة بقلم: عماد بالشيخ صحفي ومحلل سياسي "أُبلغت إسرائيل قبل الضربة... وترامب كان مصرًّا على التنفيذ رغم الانقسام داخل إدارته"

موقع رهبویان قم الاخباری/دولی:بقلم: عماد بالشيخ صحفي ومحلل سياسي:تقرير باراك رافيد، في تقرير استقصائي نشره الصحفي الأميركي-الإسرائيلي باراك رافيد عبر موقع Axios، كُشفت كواليس اللحظات الحاسمة التي سبقت توجيه ضربة عسكرية أميركية دقيقة ضد منشآت إيرانية. استند التقرير إلى تصريحات مسؤول إسرائيلي رفيع، لتظهر ملامح قرار استراتيجي أميركي كاد أن يشعل المنطقة بأكملها. إسرائيل كانت على علم مسبق.

أكد التقرير أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بالضربة قبل تنفيذها بساعات، في إطار تنسيق استراتيجي عميق بين الجانبين. هذه الخطوة فسّرها مراقبون بأنها رسالة مزدوجة: واحدة لطهران بأن واشنطن لن تتحرك منفردة، وأخرى لحلفائها الإقليميين بضرورة الاصطفاف في المرحلة المقبلة.

انقسام داخل إدارة ترامب رغم التحضيرات العسكرية، كان هناك انقسام واضح داخل فريق الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب. بعض مستشاريه رأوا أن دخول مواجهة مباشرة مع إيران سيجر الولايات المتحدة إلى مستنقع جديد في الشرق الأوسط، فيما أصرّ ترامب على أن الضربة ضرورية “لردع طهران”، وعقد اجتماعات مغلقة لإقناع فريقه بوجهة نظره. 24 ساعة حاسمة: مناورة أم إصرار؟ في البداية، بدت إدارة ترامب وكأنها تمارس نوعًا من المراوغة الاستراتيجية، لعلها تُجبر إيران على التراجع دون استخدام القوة. لكن خلال أقل من 24 ساعة، اتُّخذ القرار ونُفذت الضربة.

هذا التسارع يطرح تساؤلات حول ما إذا كان التردد حقيقيًّا أم مجرد تمويه لقرار اتُّخذ مسبقًا. سيناريوهات ما بعد الضربة: السلام المشروط أم الانفجار الإقليمي؟ الضربة العسكرية وضعت إيران أمام خيارين: القبول بالشروط الأميركية، وهو ما يعني تقليص دورها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتقديم تنازلات استراتيجية كبرى. أو الرد العسكري الواسع، بدءًا من استهداف القواعد الأميركية في الخليج، وصولًا إلى تهديد الملاحة العالمية عبر مضيق هرمز، مما يهدد بإشعال مواجهة إقليمية مفتوحة قد تمتد عالميًا.

موسكو وبكين على خط النار السؤال الأهم: كيف سيكون موقف روسيا والصين؟ موسكو قد تجد فرصة لتعزيز نفوذها في المنطقة، لكنها تدرك كلفة الانخراط في حرب. بكين، التي تربطها علاقات تجارية وثيقة بإيران، تسعى للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، ولكنها قد تجد نفسها مضطرة لحماية مصالحها الطاقية.

خاتمة: الشرق الأوسط على حافة البركان قد تكون الضربة الأميركية ضد إيران مجرد بداية لإعادة رسم المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، أو لحظة تجريب القوة قبل الدخول في مفاوضات كبرى. في كلا الحالتين، ما يحدث اليوم ليس حدثًا معزولًا، بل حلقة في سلسلة صراعات سترسم مستقبل الإقليم لعقود مقبلة.